نوقشت في كلية التربية للبنات – جامعة تكريت، قسم اللغة العربية، صباح يوم الأحد الموافق ٢٧ تموز ٢٠٢٥، رسالة الماجستير المقدّمة من الطالبة (أنغام علاء فريد)، الموسومة:
(التحليل الصرفي في كتاب (الفلاح شرح الفلاح) لابن كمال باشا (ت ٩٤٠ هـ))، وذلك على رحاب قاعة السمنار في بناية العمادة.
جاءت الدراسة ضمن إطار تحليلي صرفي لواحد من أبرز شروح كتاب مراح الأرواح، وقد بُنيت على أربعة فصول سبقتها مقدمة تمهيدية تناولت أبرز المصطلحات الواردة في العنوان.
خُصص الفصل الأول لبحث قضايا الاشتقاق.
أما الفصل الثاني فقد تناول ظاهرتي الإعلال والإبدال.
وناقش الفصل الثالث موضوعي الزيادة والحذف، حيث خُصص القسم الأول للزيادة، والثاني للحذف.
بينما عُني الفصل الرابع بمسائل الهمزة والإدغام.
واختُتمت الدراسة بعرضٍ لأهم النتائج، وفهرس للمصادر والمراجع.
أهمية هذه الدراسة:
تنبع أهمية هذه الدراسة من كون الموضوع يسعى إلى تقديم تحليل صرفي ضمن شرح متخصص لواحد من أعمدة علم الصرف في التراث اللغوي العربي، مما يتيح فهمًا أعمق لطبيعة المنهج الذي سلكه ابن كمال باشا في شرحه.
وقد انطلقت مشكلة البحث من تساؤل محوري: ما المنهج الذي اعتمده ابن كمال باشا في كتاب "الفلاح"؟
إن دراسة مثل هذه الأعمال التراثية تمثّل نافذة لفهم تطور الفكر اللغوي العربي، وتفتح آفاقًا لقراءته قراءة معاصرة، بما يسهم في تطوير الدراسات الصرفية، ويحفّز الباحثين نحو مزيد من الغوص في عمق هذا التراث الثري.
أبرز النتائج التي توصل إليها الدراسة:
* بيّنت الدراسة أن ابن كمال باشا لم يتعامل مع مراح الأرواح كنص جامد، بل أعاد بناء مضمونه بمنهجية تعليمية واضحة، مبتكرًا في ترتيب موضوعاته وفق منطق الاستيعاب والتدرّج، لا وفق التسلسل التقليدي.
* أظهر الشارح موقفًا نقديًا تجاه النص الأصلي، فقام بتحليل المواضع المبهمة أو المختزلة، مما منح شرحه طابعًا حواريًا، لا تبعيًا، وجعله مراجعة تأصيلية للمادة الصرفية.
* انعكس التكوين الثقافي والتربوي لابن كمال باشا في أسلوب شرحه؛ إذ وازن بين العمق العلمي وسهولة العرض، فبرز كمعلّم يراعي المتلقّي لا كقاضٍ يصدر أحكامًا نهائية.
* تميز أسلوبه التعليمي بالوضوح والتنظيم، إذ عمد إلى تقسيم القواعد إلى فقرات متسلسلة تسهّل الفهم وتثبّت المفهوم.
* أبدى الشارح اهتمامًا كبيرًا بالبنى الخارجة عن القياس، محللًا إياها صوتيًا ودلاليًا، وكاشفًا عن عللها ومسوّغاتها، بما يدل على وعي منهجي منفتح على تنوّع الظواهر اللغوية.
* بيّن أن صياغة اسم الفاعل، سواء من الثلاثي أو من غيره، تُظهر مرونة اللغة العربية في توليد المعاني، وتكشف عن التوازن الدقيق بين القياس والحاجة الدلالية.
* أوضح أن الحذف الصرفي لا يتم عبثًا، بل نتيجة لاعتبارات صوتية، مثل استثقال الحركات أو التقاء الساكنين، مما يدل على إدراك مبكّر لقوانين النطق والإيقاع.
* ناقش خصوصية اشتقاق اسم الفاعل من الفعل رأى، مبينًا التحولات الصرفية الدقيقة التي تمر بها الكلمة، مما يُظهر براعته في تتبع مراحل التطور اللغوي.
* فرّق بدقة بين الصفة المشبهة واسم الفاعل، محددًا الخصائص الدلالية لكل منهما، وهو ما يُبرز عمق معرفته بتصنيفات المشتقات ووظائفها.
تألفت لجنة المناقشة من :
أ.د. هدى صلاح رشيد ... رئيسًا
أ.م.د. نيران كنعان محمد ... عضوًا
أ.م.د. نعمان محمد عزيز ... عضوًا
أ.م.د. سوسن غانم قدوري ... عضوًا ومشرفًا
وفي ختام جلسة المناقشة، أوصت اللجنة بقبول الرسالة، ومنح الطالبة درجة الماجستير في اللغة العربية، بعد إجراء التعديلات التي اقترحتها اللجنة العلمية.
وقد شهدت جلسة المناقشة حضور كل من الأستاذ الدكتور علي عبدالمجيد شهاب، عميد كلية التربية للعلوم الصرفة – جامعة تكريت، والأستاذ الدكتور عماد حميد أحمد، عميد كلية التربية للعلوم الإنسانية – جامعة تكريت، إلى جانب نخبة من الأساتذة والتدريسيين، الذين أثنوا على الجهد العلمي المبذول في الرسالة وأهمية موضوعها في ميدان الدراسات الصرفية.