رسالة ماجستير في كلية التربية للبنات تبحث ( تحليل الخطاب وأشكال التواصل في رواية الدجال دراسة سوسيولسانية)

نوقشت في كلية التربية للبنات جامعة تكريت قسم يوم الاثنين الموافق ٢٠ / ١ / ٢٠٢٥

وعلى رحاب قاعة المرحوم الاستاذ الدكتور جايد زيدان

رسالة ماجستير للطالبة ( زينب متين عبدالله) والموسومة ( تحليل الخطاب وأشكال التواصل في رواية الدجال دراسة سوسيولسانية )

خلصت الدراسة التي قدمتها الباحثة إلى :-

أن الإنسان كان كائناً اجتماعياً بطبعه؛. ألزمته هذه الطبيعة الاجتماعيّة الاندماج مع بقية أفراد المنظومة الاجتماعية والاحتكاك بهم وبناء جماعات إنسانية مترابطة والتفاعل معهم وتبادل الأفكار والخبرات والمصالح والمشاعر عن طريق عملية اتصالية بينه وبين محيطه ونحن نعلم ان اللغة هي قوام التواصل وهي في كنهها كائن اجتماعي يتفاعل مع المجتمع الذي ولدت في أحضانه ويتجاوب مع المؤثرات الاجتماعية المختلفة والعلاقة القائمة على الأخذ والعطاء بينها وبين المجتمع من المسلّمات؛ لذا اقتضى الأمر دراستها من منظور اجتماعي يأخذ على عاتقه تنظيم جميع جوانب البنية اللغوية وطرائق استعمالها المرتبطة بوظائفها الاجتماعية والثقافية مع توضيح هذه الوظائف وتعيينها بشكل دقيق وكان علم السوسيولسانيات الذي يعد فرعاً من فروع علم اللغة التطبيقي خير من يتبنى رصد الكيفية التي تتفاعل بها اللغة مع المجتمع وبيان تأثير كل منهما على الآخر إذ يختص هذا العلم بدراسة القضايا والظواهر والمشكلات اللغوية ذات التعليل الاجتماعي وتحليلها وايجاد حلول لها في المجتمعات المختلفة

وقد تم تقسيم الدراسة إلى مقدمة وتمهيد عن مفهوم الخطاب وأنواعه وعلاقته بالنص، وكذلك تناولت مفهوم التواصل اللساني واشكاله وعناصره وفصلين الأول (السوسيولسانيات منهجاً للتعامل مع اللغة مع دراسة تحليلية في رواية الدجال على مستوى الفردانية ) مكوناً من ثلاثة مباحث الأول يتحدث عن مفهوم هذا العلم ونشأته وتطوره، أما المبحث الثاني يتحدث عن علاقة اللغة والجنس مع دراسة تحليلية لنماذج من رواية الدجال، أما الثالث تحدث عن علاقة اللغة والهوية، مع دراسة تحليلية أيضاً لنماذج مختارة من رواية الدجال
أما الفصل الثاني الموسوم بـ (السوسيولسانيّات منهجاً للتعامل مع اللغة مع دراسة تحليليّة في رواية الدجّال على المستوى الجمعيّ) مكوّن أيضاً من ثلاثة مباحث الأول بعنوان اللغة والتباين الاجتماعيّ (المهنيّ والبيئيّ) في رواية الدجّال تناول فيه أثر تباينات المهنة والبيئة على لغة الفرد في رواية الدجّال، والثانيّ قد خصص لظاهرة التنوّع اللغوي في رواية الدجّال تم التطرق فيه إلى مفهوم هذه الظاهرة وأسبابها وأنواعها وتجلياتها في رواية الدجّال في حين تناول المبحث الثالث والأخير ظاهرة المحظور اللغويّ في رواية الدجّال جاء فيه مفهوم الظاهرة ودوافعها وتجليّاتها في نصوص رواية الدجّال، ثمّ ختمت الدراسة بأبرز نتائج البحث متبوعة بقائمة المصادر والمراجع التي اعتمد عليها في هذه الدراسة.

الهدف من الدراسة الى :-

١- تقديم مقاربة سوسيولسانية لدراسة خطاب الحياة اليومية في مواقف التفاعل اليومي بواسطة بيان أهمية دراسة الخطاب وتحديد المفاهيم المحورية في الدراسة.
٢- تناولت الدراسة أشكال التواصل وأدواته وآليات تحققه وبالتالي وصول الرسالة التي يريدها المتكلم إلى المخاطب عن طريق مراعاة الجوانب السوسيولسانية متلمسين إياها في رواية الدجال نبين أبعاد المجتمع وتأثيره على لغة الحديث اليومي.
٣- تسعى الدراسة إلى تغيير النظرة التقليدية الموجهة للغة باعتبارها مجرد أداة محادثة نحو فهم أكثر شمولي لدورها المركزي في جميع المجالات المعرفية والثقافية بين اللغة والحياة وتأثير كل منهما على الآخر من خلال العمل الأدبي ومن المتوقع أن تساهم في بناء وعي جديد لدى الأفراد تجاه اللغة باعتبارها كياناً اجتماعياً يعكس التفاعلات المعرفية والثقافية
٤- "لكلّ جنس اجتماعيّ _الذكر والأنثى_ خصال معيّنة سيكولوجيّة، وفيزيولوجيّة، وهويّة جنسيّة ينفرد بها، وبالتالي تنعكس هذه الصفات على سلوكه اللغويّ.
٥- تكون لغة الذكور لغة تقريريّة في الغالب الأعم، وإن كانت إيحائيّة في بعض الأحيان وتتحلى بالحزم،
والصرامة في التعبير، فضلاً عن عدم التردد في المواقف الرسميّة، على العكس من لغة الأنثى التي تكون متردّدة في المواقف ذات الطابع الرسميّ، وغالبًا ما تكون أقلّ حدّة في التعبير، وتجنّبًا للصراع المفتوح فتظهر ردود الإناث وعياً بأدوار الهويّة الجنسيّة، والصور النمطيّة التي تُتوقع من النساء.

٦- يتحدّد التباين الاجتماعيّ على أساس اللغة؛ لكون اللغة من أهم المنافذ المستخدمة من أجل الولوج إلى عمق البنية الاجتماعيّة للمجموعات البشريّة، والتي غالباً ما تكون غير متجانسة ، فالمجتمع اللغويّ يتشكّل دائماً من عدد كبير من المجاميع التي تتمتّع بسلوكيّات لغويّة متباينة ، فشكل اللغة التي يستعملها أعضاء المجموعات يميل إلى التنوع بطريقة أو بأخرى، وهذه الاختلافات تعود إلى التكوين الاجتماعيّ والثقافيّ، فالمجتمع اللسانيّ ينقسم إلى عدّة جماعات لغويّة، مختلفة البيئات، ومجالات العمل التي يزاولها أفراد هذه الجماعة، والتنشئة، والانتماء الدينيّ والطبقيّ، وغيرها من العوامل التي تؤدي إلى التباين الاجتماعيّ واللغويّ.
٧- ظهرت تجليات التباين الاجتماعيّ، وعلاقتها باللغة في رواية الدجّال من ناحيتين الأولى من الناحية المهنيّة فقد تنوّعت المهن في متن الرواية بين مهنة الشعر، والنقد، والرسم والثانيّة من الناحية البيئيّة؛ إذ تباينت البيئة في رواية الدجّال بين بيئة المدينة، والبيئة الصحراويّة الريفيّة، وبيئة التشرّد المتمثلة بالشارع.

تعدّ إشكالية الهويّة من المحاور الأساسيّة التي استهل بها الروائيّ شوقيّ الصليعيّ روايته (الدجّال).
أخذت تجليّات اللغة والهويّة في رواية الدجّال تظهر في المتن السرديّ، بهيأة هويّات بمختلف الأنواع ؛ إذ كان السرد منفتحاً على تعدّد الأصوات الهوياتيّة، فظهرت الهويّة بهيأة وطنيّة تارة ودينيّة تارة، وفرديّة وثقافية تارة أخرى.
تعد الرواية فضاءً واسعاً للتنوّع اللغوي؛ إذ تتعايش في متنها العديد من اللهجات المحليّة، واللغات، والهويّات وبهذا تعكس اللغة لنا جل تنوعات الهويّات، والموروثات الشعبيّة من أغانٍ تراثيّة شعبيّة أو أشعار، فضلاً عن تباينات الخلفيات الثقافية، والاجتماعيّة، والسياسيّة للشخصيّات.

تألفت اللجنة من السادة الافاضل :-

أ.د لقاء نزهت سليمان ... رئيساً
أ.د طاهر صالح علاوي ... عضواً
أ.م.د عبد المنعم عبدالله خلف ... عضواً
أ.د هدى صلاح رشيد ... عضواً ومشرفاً

وأوصت اللجنة بمنح الدرجة المطلوبة للطالبة

Related Articles