اقام مركز التعليم المستمر بالتعاون مع كلية التربية للبنات قسم علوم القرآن والتربية الإسلامية دورة علمية بعنوان : إعجاز القرآن في أسلوبه ونظمه ، وذلك ليومي الأحد والاثنين الموافق ٢٦ - ٢٧ / ١ / ٢٠٢٥ على رحاب قاعات الدراسات الأولية - قسم علوم القرآن والتربية الإسلامية
تمحورت الدورة حول مفهوم إعجاز القرآن ، وجوه الإعجاز وما وقع به من التحدي ، لنظرية النظم عند عبد القاهر الجرجاني، مفهومها وتطبيقاتها
وقد هدفت الدورة إلى التعريف بإعجاز القرآن في أسلوبه ونظمه ، بيان أن ما أعجز العرب من القرآن هو النظم والتأليف ، الوقوف على براعة القرآن في تركيب الألفاظ وتأليفها وصياغتها
حاضر في الدورة :
م.د. خولة عزيز رشيد
وتم التركيز موضوع الدورة على إنَّ مسألة إعجاز القرآن قد أُثيرت في القرن الثالث للهجرة، فلم يرِد استعمال لفظي الإعجاز والمعجزة لا في القرآن الكريم ولا في أحاديث الرسول- صل الله عليه وسلم - ولا في أقوال الصحابة - رضي الله عنهم - ، فلم نجدهما في القرنين الأوَّل والثاني للهجرة، وإنَّما الألفاظ الدالَّة على هذا المفهوم هي الآية والبرهان والبيِّنة وغيرها، وكان أوَّل من أثارها هو المتكلِّم المعتزلي إبراهيم بن سيَّار النَظَّام(ت٢٣٠ه)، وقد تطورت هذه المسألة وأُلِّفت فيه المؤلفات فيما بعد، وكانت أوائل الكتب تبحث فيما أعجز العرب من القرآن، فكان أرجح أقوال العلماء أن ما أعجز العرب ووقع به التحدي هو النظم، وكان أشهر من شرح النظم وأصّل لها وأخرجها نظريةً في الإعجاز عبد القاهر الجرجاني(ت٤٧٤ه) في كتابه (دلائل الإعجاز)، وقد لاقت هذه النظرية القبول من كل من جاء بعده، والإعجاز اشتمل عند المحدَثين على موضوعاتٍ متنوعة ظهرت تحت مسمَّيات الإعجاز اللغوي والغيبي والتشريعي والعلمي والنفسي والعددي وغيرها، إلا أنَّ الوجه اللغوي والبياني من أبرز ما توسَّع فيه العلماء وأكَّدوه في دراساتهم، حتى إذا أُطلق إعجاز القرآن ذهب الذهن إلى بيانه ونظمه وبلاغته، فهو ما وقع به التحدي وأعجز العرب عن الاتيان بمثل القرآن.
وفي ختام الندوة العلمية تم فتح باب النقاش أمام الحاضرين لتبادل الأفكار والمقترحات التي من شأنها أن ترد في ذهن الحاضرين حول بيان الإعجاز القرآني ونظمه وبلاغته في تركيب الألفاظ وصياغتها وعجز العرب عن الإتيان بمثلها.