شهدت كلية التربية للبنات – جامعة تكريت/ قسم اللغة العربية، صباح يوم الاثنين الموافق ١ أيلول ٢٠٢٥، مناقشة رسالة الماجستير المقدّمة من الطالبة (سيناء حاتم خليفة)، الموسومة: (الأبنية الصرفية ودلالاتها السياقية في ديوان علي بن الجهم)، وذلك في قاعة السمنار – الأقسام العلمية.
تناولت الرسالة موضوع الأبنية الصرفية ودلالاتها السياقية، بوصفها إحدى أبرز الأدوات التعبيرية في اللغة العربية، لما تحمله من طاقات دلالية دقيقة تسهم في فهم النصوص الشعرية والنثرية. فقد أوضحت الباحثة أنّ البنية الصرفية لا تقف عند حدود الشكل، بل تتجاوزها لتكشف عن معانٍ إضافية يفرضها السياق، وهو ما يمنح النص عمقًا وتأثيرًا خاصًّا.
وقد وقع الاختيار على شعر علي بن الجهم أحد أبرز شعراء العصر العباسي، لما يتميز به من قدرة لغوية عالية في تطويع الأبنية الصرفية وتوظيفها لخدمة المعنى الشعري والإيقاع الداخلي للنصوص.
هدفت الرسالة إلى:
* رصد وتحليل أهم الأوزان الصرفية في ديوان علي بن الجهم (الأفعال، المصادر، أسماء الفاعل والمفعول، صيغ المبالغة).
* الكشف عن الدلالات السياقية التي تولدها هذه الأبنية ضمن الأغراض الشعرية المختلفة (الغزل، الهجاء، الفخر، المدح).
* دراسة العلاقة بين الصياغة الصرفية والتجربة الشعورية للشاعر.
* إبراز الخصائص الأسلوبية لعلي بن الجهم من خلال مقارنة استعمالاته مع غيره من شعراء العصر.
* إظهار الوظيفة الفنية للأبنية الصرفية في تكوين الصورة الشعرية وتعزيز الإيقاع الداخلي للنص.
* الإسهام في الدراسات الصرفية الأسلوبية التي تربط بين اللغة والسياق الأدبي.
توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج، من أهمها:
١- أنّ الأبنية الصرفية في ديوان علي بن الجهم تحمل طاقة دلالية عميقة، إذ لا تقتصر على المعنى القاموسي بل تنفتح على دلالات نفسية وسياقية متجددة.
٢- أنّ الشاعر لم يوظف الأبنية اعتباطًا، بل بوعي لغوي بارز يعكس ثقافة عصره وخصوصيته الأسلوبية.
٣- أنّ توظيف الأفعال والمصادر والمشتقات وأبنية الجموع قد أسهم في ترسيخ المعنى وإضفاء بعدٍ جمالي وإيقاعي على النص الشعري.
٤- أنّ علي بن الجهم تميز بقدرة خاصة في استثمار البنية الصرفية بما يمنحه تفرّدًا فنّيًا مقارنةً ببعض معاصريه.
تألّفت لجنة المناقشة من:
أ.د. صالح ذيب صالح … رئيسًا
أ.د. فيحاء قحطان ممدوح … عضوًا
أ.م.د. مريم غسان سليمان … عضوًا
أ.د. هدى صلاح رشيد … عضوًا ومشرفًا
في ختام الجلسة، أثنت اللجنة على جهد الباحثة، وأوصت بقبول الرسالة ومنح الطالبة درجة الماجستير في اللغة العربية بعد إجراء التعديلات الطفيفة التي أوصت بها اللجنة العلمية.
