أطروحة دكتوراه في كلية التربية للبنات تبحث: “عزل وتشخيص بعض الأحياء المجهرية من بيئات ملوّثة وتوظيفها في معالجة التلوّث العضوي”

نوقشت في كلية التربية للبنات – قسم علوم الحياة، يوم الخميس الموافق (20 / 11 / 2025)، على قاعة المرحوم الأستاذ الدكتور جايد زيدان في عمادة الكلية، أطروحة الدكتوراه المقدّمة من الطالبة نداء وسمي شهاب، والموسومة:
“Isolation and Identification of Some Microorganisms from Polluted Environments and Their Application in Treating Organic Pollution”

دارت الدراسة حول مشكلة التلوث العضوي بوصفها واحدة من أخطر التحديات البيئية المعاصرة، لما تُسبّبه من تغيّر في الخصائص الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية للتربة والمياه، وما يترتب عليها من آثار صحية وبيئية خطيرة. واستعرضت الباحثة في أطروحتها الأنواع الرئيسة للملوثات، الأولية منها والثانوية، وكيفية تأثيرها في الأنظمة البيئية، مع التركيز على المواد العضوية ذات الطبيعة النفطية التي شهدت تزايدًا ملحوظًا خلال العقود الأخيرة نتيجة التطور الصناعي والاستخدام المكثف للمواد الكيميائية.

وسلّطت الدراسة الضوء على التلوّث في منطقتي الشرقاط والقيّارة، إذ أظهرت النتائج وجود نسب مرتفعة من المشتقات النفطية انعكست سلبًا على صفات التربة والمياه، مثل زيادة الملوحة وارتفاع المادة العضوية وتدهور الخصائص النوعية لهما. كما بيّنت الدراسة أنّ سوء إدارة النفايات الصناعية والزراعية ساهم في تفاقم التلوث.

أهداف الدراسة

هدفت الأطروحة إلى تحقيق مجموعة من الغايات العلمية، أبرزها:
1. دراسة بعض الخصائص الفيزيائية والكيميائية للترب والمياه الملوّثة بالمواد العضوية النفطية.
2. عزل الأحياء المجهرية (البكتريا، البكتريا الخيطية، الفطريات) من هذه البيئات الملوّثة.
3. تشخيص الأحياء المجهرية بالطرق المظهرية والكيميائية، يدويًا وباستخدام جهاز الفايتك.
4. استخدام التشخيص الجزيئي محليًا ودوليًا لتحديد هوية الأنواع بدقة.
5. توظيف الأحياء المجهرية في عمليات المعالجة الحيوية للتلوث العضوي تحت ظروف مختلفة.
6. مقارنة كفاءة العزلات الفردية والخليط الميكروبي في إزالة الملوثات النفطية من التربة والمياه.

نتائج الدراسة

توصلت الباحثة إلى مجموعة من النتائج المهمة، من أبرزها:
• أثبتت الفحوص الفيزيائية والكيميائية والحيوية ارتفاع مستويات التلوث العضوي في موقعي الشرقاط والقيارة، مع وجود فروقات واضحة في شدة التلوث بين المواقع.
• تم عزل عدد كبير من الأحياء المجهرية من الترب والمياه الملوثة، وكانت أغلب البكتيريا المعزولة موجبة لصبغة غرام، بينما تنوّعت البكتيريا الخيطية ضمن جنس Streptomyces، في حين كانت الفطريات الأكثر شيوعًا من جنسَي Aspergillus و Penicillium.
• أثبتت تقنيات التشخيص الجزيئي (16S rRNA للبكتيريا وITS للفطريات) دقتها العالية، وسُجّلت عدة عزلات لأول مرة محليًا في بنك الجينات العالمي NCBI.
• أظهرت بعض الأنواع قدرة عالية على تحليل وتفكيك الملوثات العضوية، مثل:
B. subtilis بنسبة إزالة بلغت 92.6% بعد 5 أيام.
B. cereus التي حققت إزالة لـ BOD5 بنسبة 64% ولـ COD بنسبة 92.3%.
Streptomyces الذي أظهر كفاءة عالية في إزالة BOD5 وCOD.
الفطر A. flavus الذي أزال المادة العضوية بنسبة 86.7%.
الفطر A. niger الذي حسّن العكورة وEC وTDS بفاعلية ملحوظة.
• حقق الخليط الميكروبي الثلاثي أفضل أداء تآزري، إذ أزال التلوث العضوي بنسبة 100% بعد 10 أيام، وإن كان تأثيره أقل على الملوحة مقارنة بالعزلات الفردية.
• أثبتت الدراسة أن المعالجة الحيوية باستخدام الأحياء المجهرية المحلية خيار فعّال ومستدام لمعالجة التلوث النفطي في العراق، نظرًا لتنوّع آليات الكائنات المستخدمة بين الفاعلية السريعة والاستقرار طويل الأمد.

لجنة المناقشة

تألّفت لجنة المناقشة من السادة:
• أ.د. وليد محمد شيت … رئيسًا
• أ.د. محمد إبراهيم خليل … عضوًا
• أ.م.د. مريم عدنان إبراهيم … عضوًا
• أ.م.د. سلمى خالد ياسين … عضوًا
• أ.م.د. علي مؤيد سلطان … عضوًا
• أ.د. عبد أحمد حسن … عضوًا
• أ.د. علي صالح حسين … عضوًا ومشرفًا

وفي ختام الجلسة، قررت اللجنة قبول الأطروحة ومنح الطالبة نداء وسمي شهاب درجة الدكتوراه في علوم الحياة بعد إجراء التعديلات التي أوصت بها اللجنة

Related Articles