اطروحة دكتوراه تناقش دلالة الأبنية الصّرفيّة في شرح سُنن النَّسائيُّ المُسمّى شُرُوق أنوار المنن الكُبرى الإلهية بكشف أسرار السُنن الصُغرى النَسائية للشيخ محمد المختار الشنقيطي ت١٤٠٥

نوقشت في كلية التربية للبنات قسم اللغة العربية
يوم الخميس الموافق 2024-03-14
وعلى رحاب قاعة القادسية في عمادة الكلية
اطروحة دكتوراه للطالبة الهام روكان عبد شراد
والموسومة
دلالة الأبنية الصّرفيّة في شرح سُنن النَّسائيُّ المُسمّى شُرُوق أنوار المنن الكُبرى الإلهية بكشف أسرار السُنن الصُغرى النَسائية للشيخ محمد المختار الشنقيطي ت١٤٠٥
وقع الاختيار في دراسة الأبنية الصرفية فيه والكشف عن دلالاتها؛ ذلك من أجل إبراز المعاني الصرفية لما ورد من الأبنية في الحديث النبوي الشريف والوقوف على دلالاتها في مختلف سياقاتها، وقد اعتمدت على كتاب شروق أنوار المنن الكبرى لاستخراج مفردات الألفاظ بمختلف صيغها، وقد اقتضت الدراسة أن تخرج في مقدمة وتمهيد وأربعة فصول وخاتمة، جاء في المقدمة ذكر دوافع الدراسة، وتحديد المنهج وأدواته، وأهمية الموضوع وماله، وحدود الدراسة وكذلك اقسامها، واشتمل التمهيد على التعريف بالمصطلحات الواردة في العنوان على مبحثين: تناولت في الأول الحديث عن الدلالة والبنية الصرفية والعلاقة بينهما، في حين تناول المبحث الثاني التعريف بالإمام النسائي والشيخ محمد المختار الشنقيطي وكتابه، وقد تضمن الفصل الأول : دلالة أبنية الأفعال، وأما الفصل الثاني فكان في دلالة أبنية المصادر، وتناول الفصل الثالث: دلالة أبنية المشتقات، وأما الفصل الرابع، فقد تناولت فيه دلالة أبنية الجموع والتصغير، وقد مهدت لكل فصل بدراسة نظرية موجزة جدا للصيغ الصرفية التي تخص عنوانه، مع ذكر دلالاتها كما وردت في كتب الصرف.
يسعى البحث الحالي الى تحقيق الأهداف الآتية:
الرغبة في دراسة الأحاديث النبوية لما فيها من بلاغة لغوية ودوره الهام والكشف عن مقاصده من خلال التراكيب والاساليب للوصول إلى معاني الحديث وفهمها.
في ضوء النتائج التي تم التوصل إليها تستنتج الباحثة الآتي:
إن كتاب شروق المنن كتاب غني بمادته، فهو لم يكن كتابا خاصا بموضوع معين، فهو ضم الكثير من المسائل المهمة الصرفية وغيرها،
إن الحديث النبوي له أهمية كبيرة في التراث اللغوي العربي، ومن مصادر توثيق الاستشهاد به يجب الاعتماد عليه في اللغة العربية بعد القرآن الكريم على مستوياته المختلفة، ولا سيما بعد نضج علم إنَّ الإمام الشنقيطي قد أكثر من استشهاده بالشعر، حتى أنَّه زاد على استشهاده بالقرآن الكريم وقراءاته.
يذكر الشنقيطي في أغلب الأحيان الكلمة ووزنها الصرفي، وبعض اللغات المحتملة في اللفظة الواحدة، ويروي الصّواب منها وفق السيّاق اللغوي في الحديث النبوي الشريف.
لقد تنوعت اساليب الشّارح في النقل فكان ينقل نقلا حرفياً ونقلا بالمعنى، وهي من السمات الواضحة لديه، وكانت شخصيته العلمية واضحة في عرضه للمسائل الصرفية التي ذكرها.
له عنايه خاصة بضبط اللفظة، مع ذكر الأوجه المحتملة فيها، على الرغم من أنَّه لم يُرَجِّح أشهرها في كثير من المسائل فهو يكتفي بذكرها فحسب.
وردَ للفعل الثلاثي المجرد أبنية كثيرة، فقد وردَ لبناء(فَعَلَ) مفتوح العين في الماضي أكثر من بناء(فَعِلَ) مكسور العين، وبناء(فَعُلَ) بضم العين ، وأمَّا في أبنية الأفعال المزيدة فوجدت بناء(أفْعل) أكثر من بناء(فَعَّلَ) ويليه بناء(فاعِل) بمثالٍ واحد، وكذلك المزيد بحرف وحرفين فقد تفاوتت فيهما أعداد الأبنية، التي وردَت عند الشنقيطي، ولم أجد عنده أفعالاً رباعية وأخرى خماسية.
أما أبنية المصادر فقد وردَ منها أبنية الأفعال الثلاثية المجرّدة والثلاثية المزيدة متفاوتة، وأيضاً ورد المصدر الميمي، ومصدر المرّة، ومصدر الهيئة .
أمَّا أبنية المشتقات، فقد وردَت متفاوتة منها: ورود اسم الفاعل من الثلاثي، ومن غير الثلاثي المزيد، وايضاً مجيؤه على غير القياس في النيابة الصرفية، في حيث أنَّ اسم المفعول جاء في غير الثلاثي، وأيضاً على غير القياس، فضلاً ورود الصفة المشبهة وصيغ المبالغة واسم المكان واسم الزمان واسم التفضيل في شروق أنوار المِنن وجاء كلُّ منها بعدة أمثلة.
دافع الشّارح عن الحديث النبوي الشريف وبوصفه مصدراً من مصادر الاستشهاد، ضد الرفض والاحتجاج به والتقليل من شأنه وأقام الحجة عليهم، كما في بناء (أفعل التفضيل من غير الثلاثي) وجواز قراءة الهمزة في (أخير وأشر).
من خلال الحديث عن الأبنية الصرفية، أتضح لنا ورود بعص الصيغ الصّرفية التي جاءت وفق روايات مختلفة باستعمالات فصيحة، تبين من خلالها وجهات نظر علماء العربية المختلفة في بعض ألفاظ الاشتقاق، والتي وردَت في الأحاديث، مثل: (شيطان، ومألك) وغيرها.
أمَّا الجموع، فقد ذكر الشارح أبنية جموع القلة والكثرة، وإن كانت أمثلته على أبنية جموع القلة هي الأكثر ذكراً في كتابه، وأيضاً ذكر عدداً من صيغ منتهى الجموع، فهو لم يكنْ له منهجاً ثابتاً، إذ يذكر اللفظة ثم يجمعها أو العكس، وذكر الفاظاً لاسم الجمع، منها: جمع الجمع واسم الجنس الجمعي والإفرادي، وكذلك الجمع المضاف إليه ياء النسب.
تبيّن خروج بعض ألفاظ الصيغ عن القياس، أو إنَّ صيغها تحمل معنىً آخر، كالنّسب والتصغير، وهي نمط من أنماط العربية ثبُتت في متون الكتب، وايضاً أثبتها علماء العربية وفق القواعد التي وضعوها وتناولوها.
اعتمد الشنقيطي على سابقيه من الشُّراح في معرفة الأبنية وذكر أوزانها فقد اعتمد بشكل كبير على أقوال الخطَّابي وابن الأثير والأزهري والنووي وغيرهما.
استشهد بأقوال العديد من آراء أصحاب المعجمات، فكان دقيقاً في النقل وحريصاً في الضبط ، ولم يخرج عن علماء الصرف السابقين له في جميع ما وردَ من أبنية فجاءت موافقة ولم يختلف في أيُّ بناء منها.
كان الشنقيطي يذكر الكلمة وبناءها الصرفي، بعد أنْ يشرح معناها في الحديث، ويذكر أحياناً آراء المفسرين واللغويين فيها، ويذكر نوع الكلمة وأصل اشتقاقها ووزنها.
تألفت لجنة المناقشة من السادة الافاضل:
أ. د. حسين عبد اسماعيل ... رئيسا
أ. د. فيحاء قحطان ممدوح.... عضوا
أ. د. علي مطر جرو.... عضوا
أ. م. د. لؤي حاتم عبدالله.... عضوا
أ. م. د. سوسن غانم قدوري.... عضوا
أ. د. عماد حميد احمد.... عضوا ومشرفا
وقد أوصت اللجنة بمنح الدرجة المطلوبة للطالبة"

Related Articles