نوقشت في كلية التربية للبنات جامعة تكريت قسم علوم القرآن، اليوم الأربعاء الموافق ١٩ / ٢ / ٢٠٢٥ ، وعلى رحاب قاعة المرحوم الأستاذ الدكتور جايد زيدان
رسالة ماجستير للطالبة (ريم محمد صادق) والموسومة (نماذج مختارة من أحاديث الاستئذان والآداب في سنن الترمذي) دراسة تربوية وإجتماعية
خلصت الدراسة التي قدمتها الباحثة إلى :-
أن الأدب الإسلامي وما يتضمنه من آداب التعامل والاستئذان واحترام الخصوصية يشكل ركنًا أساسيًا في بناء المجتمع المسلم، ويعكس دورًا مهمًا في التربية الأخلاقية والإجتماعية، فقد جاءت الأحاديث النبوية لتوجيه سلوك المسلم وإرساء مبادئ الاحترام والتراحم بين الناس، وكان الإمام محمد بن عيسى الترمذي من أبرز العلماء الذين اعتنوا بجمع هذه الأحاديث ودراستها وتوثيقها، وذلك من خلال كتابه الشهير ""الجامع"" أو ""سنن الترمذي""، الذي كان له أثر عظيم في حفظ هذه الآداب وتوجيه السلوك الفردي والجماعي ، بالإضافة إلى التعريف بسيرة الإمام الترمذي، ورحلاته العلمية بين الحجاز والعراق، وشيوخه وتلاميذه، خاصة علاقته بالإمام البخاري. كما يتطرق إلى جهوده في تصنيف الأحاديث وتصحيحها، وحرصه على توثيق الآراء الفقهية المختلفة، مما منح كتابه قيمة علمية رفيعة جعلته مرجعًا رئيسيًا في علم الحديث والفقه.
هدفت الدراسة إلى :-
تناول الأحاديث المتعلقة بالاستئذان والآداب كما وردت في ""الجامع الصحيح سنن الترمذي""، واستكشاف أبعادها التربوية والإجتماعية، وكيف أسهمت في بناء سلوك إيجابي يعزز العلاقات الإجتماعية ويغرس مبادئ الاحترام المتبادل، وتبرز الأحاديث المختارة، مثل أحاديث الاستئذان وخفض الصوت واحترام الخصوصية، معاني عميقة في التواصل الإنساني وآداب التعامل، وتكشف عن تأثير تعاليم الإسلام في ترسيخ أخلاق التراحم وتعزيز الروابط الإجتماعية.
الأسباب التي أدت إلى اختيار موضوع الدراسة :-
١- يعد الأدب الإسلامي بمختلف جوانبه، وخاصة آداب التعامل والاستئذان، جزءًا أساسيًا في بناء مجتمع متماسك يقوم على مبادئ الاحترام المتبادل والتراحم بين الناس، وهو ما يعكسه التراث النبوي الذي وضع أسس هذه المبادئ في أطر واضحة.
٢- تسهم الأحاديث النبوية في تشكيل سلوك الفرد وتعزيز القيم الأخلاقية في المجتمع، حيث ترسخ القيم الإيجابية كالاحترام وحسن المعاملة، ويأتي موضوع الاستئذان والآداب كأحد الجوانب المهمة التي تهتم ببناء علاقة متينة بين الأفراد، وتدعو إلى مراعاة الخصوصيات وحسن التواصل.
٣- يعد كتاب ""سنن الترمذي"" من أبرز كتب الحديث التي تعنى بجمع الأحاديث المتعلقة بالأخلاق والسلوك، وقد أهتم الإمام الترمذي بتصنيف هذه الأحاديث وترتيبها مع توثيق الآراء الفقهية، مما أكسب كتابه قيمة علمية متميزة، وجعله مرجعًا رئيسيًا في علم الحديث.
٤- تسليط الضوء على الإمام الترمذي -رحمه الله- والتعريف به، وهو أبو عيسى محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك السُّلَمي الترمذي (٢٠٩ هـ - ٢٧٩ هـ) / (٨٢٤ م – ٨٩٢ م). مصنّف كتاب الجامع المعروف بسنن الترمذي، حافظ للحديث، ولد في مدينة ترمذ، ثم ارتحل لطلب الحديث فذهب إلى خراسان، والعراق، والحجاز، ولم يرحل إلى مصر والشام، وحدّث عن جمع كبير من المحدثين، وتفقه في الحديث بالبخاري، وأصبح ضريرًا في كِبره بعد رحلته وكتابته العلم، وتوفي في ١٣ رجب ٢٧٩ هـ في بلدة ترمذ.
٥- يكشف موضوع الاستئذان وآداب التعامل في الأحاديث النبوية عن عمق التوجيهات الإسلامية في تحسين العلاقات الإنسانية، وتؤكد هذه الدراسة كيف يمكن لتعاليم الإسلام أن تسهم في بناء مجتمع متراحم ومترابط.
النتائج التي توصلت إليها الدراسة :-
١- تميز الإمام الترمذي بجمع آراء أئمة الفقه دون انحياز مذهبي، مما جعله مرجعًا محايدًا وموثوقًا في علم الحديث، ووسع من فهم التنوع الفقهي في السنن النبوية.
٢- واصل الترمذي نشر العلم والتصنيف حتى بعد فقدان بصره، مما يعكس إصراره العميق على نشر الحديث وتوجيه الأجيال، وترك أثرًا ثابتًا ومهمًا في منهجية الحديث النبوي.
٣- تنوع الأسماء والمحتوى: أُطلق على كتاب ""سنن الإمام الترمذي"" أسماء متعددة، مثل ""الجامع"" و""الجامع الصحيح""، مما يشير إلى مكانته المهمة في التراث الإسلامي، كونه يحتوي على مجموعة متنوعة من فنون الحديث، بما في ذلك الأحكام والتفسير والعقائد، مما يعكس جهوده في تقديم دراسة شاملة للحديث النبوي.
٤- منهجية الترمذي وتأثير الكتاب: اتبع الإمام الترمذي منهجًا متميزًا في تصنيفه، حيث فصل بين الأحاديث الصحيحة والضعيفة، وذكر أقوال الفقهاء وأسباب التعليل ، هذا المنهج أكسب الكتاب قيمة علمية عالية، مما جعله يُعتبر من المصادر الرئيسية في علوم الحديث ويُثنى عليه من قبل العديد من العلماء عبر العصور.
٥- نستنتج من الأحاديث المختارة في الاستئذان أهمية احترام حقوق الآخرين، مما يعزز الروابط الاجتماعية، كما تؤكد الأحاديث على قيم العدل والمساواة بين الأفراد، مما يسهم في تحقيق التوازن في المجتمع.
٦- تساهم الأحاديث في بناء الثقة بين الناس، وتذكّر الأفراد بمسؤولياتهم تجاه أفعالهم وقراراتهم، وعلاوة على ذلك تبرز ضرورة الاستئذان في الشؤون الشخصية والإجتماعية كوسيلة لبناء مجتمع متماسك قائم على الاحترام المتبادل.
٧- تُبرز الأحاديث النبوية الشريفة دورًا محوريًا في ترسيخ قيم تربوية وإجتماعية تسهم في بناء مجتمع إسلامي متماسك ، يتمثل هذا الدور في تعزيز آداب التعامل بين الأفراد، ودعوة المسلمين إلى التحلي بالعفة وضبط النفس، مما يسهم في نقاء العلاقات الإجتماعية ويجنب المجتمع الانحرافات.
٨- تركز الأحاديث على العدالة والمساواة، مما يعزز الألفة والتفاهم بين الناس، ويسهم في ترسيخ الهوية الإسلامية من خلال الإلتزام بالسلوكيات العامة التي تدعم الانضباط وتطبيق تعاليم الدين ، تؤكد هذه الأحاديث على أهمية التمسك بالقيم الإسلامية لبناء مجتمع أخلاقي، منظم، ومتماسك.
٩- بلغ عدد الأحاديث الصحيحة الإسناد ( 12 ) وبلغ عدد الأحاديث الحسنة الإسناد ( 19 ) وبلغ عدد الأحاديث الضعيفة ( 8 ) والتي ترقت إلى الحسن بالشاهد ( 1 ).
تألفت اللجنة من السادة الأفاضل :-
أ.د. ميسر علي عبد ... رئيساً
أ.د. مقداد خزعل احمد ... عضواً
أ.م.د. احمد علوان نوري ... عضواً
أ.د. خالد حمادة صالح ... عضواً ومشرفاً
وأوصت اللجنة بمنح الدرجة المطلوبة للطالبة.