نوقشت في كلية التربية للبنات قسم علوم الحياة
يوم الأربعاء الموافق 2024-07-31
وعلى رحاب قاعة القادسية في عمادة الكلية
اطروحة دكتوراه للطالبة ايمان جسام حمادي
والموسومة
المتغيرات المناعية والفسلجية للاطفال المصابين بالديدان الدبوسية والتنميط الجيني للطفيلي
تناولت الدراسة انتشار داء الدبوسيات وتأثير الإصابة به على بعض المعايير المناعية والفسلجية لدى الأطفال. أجريت الدراسة في مستشفى الفلوجة التعليمي للنسائية والاطفال- محافظة الانبار- العراق خلال المدة من شهر تشرين الثاني 2022 لغاية شهر تشرين الثاني 2023.
اشملت الدراسة 1350 طفلاً من مناطق مختلفة في محافظة الأنبار تراوحت اعمارهم من 4-15 عاماً، تم فحصهم للكشف عن الإصابة بالديدان الدبوسية باستخدام طريقة الشريط اللاصق. كما تم أخذ عينات دم من 86 طفلاً مصاباً و40 أطفال أصحاء كمجموعة سيطرة لإجراء فحوصات مناعية وفسلجية.
اشتملت الدراسة الحالية على الفحص المجهري لعينات الغائط لتشخيص الاصابة بالديدان الدبوسية، ودراسة مناعية لاكتشاف الاستجابة المناعية للديدان الدبوسية في الاطفال مثل فحص IgM وIgG والتحري عن بعض المحركات الخلوية (السايتوكينات) المرافقة للإصابة مثلCD28، والإنترفيرون –كاما والأنترلوكين 8 و4، ودراسات فسلجية لتحديد بعض المعايير الكيموحيوية الناتجة عن الإصابة بالديدان الدبوسية مثل Total Iron Binding capacity hepcidin, ferroportin, divalent metal ion transporter، والتشخيص الجزيئي باستخدام تقانة PCR عن جين المايتوكوندريا COX1، وتحديد التنوع الوراثي لهذه الديدان من خلال إجراء عملية السلسلة لنواتج تضخيم هذه الجينات، ومقارنة هذه التسلسلات بعد إيداعها في المركز الوطني لمعلومات التقانة الحيوية (NCBI) مع تتابعات سابقة لهذه الديدان، ورسم الشجرة الوراثية Phylogenic tree.
فيما يخص الفحص المجهري تم استخدام الفحص المجهري المباشر لعينات الغائط باستخدام محلول Lugol's iodine، طريقة التطويف بالملح البسيط لعزل البيوض من الغائط، طريقة التطويف بكبريتات الزنك والطرد المركزي، طريقة الشريط اللاصق لجمع عينات من منطقة الشرج.
بلغت نسبة الإصابة الكلية بداء الديدان الدبوسية 6.37% من مجموع العينات. وكانت أعلى نسبة إصابة في منطقة النعيمية بنسبة 7.63%، تليها منطقة الأزركية/النساف بنسبة 7.1%، أما نسبة الاصابة في العامرية/ الحصي بلغت 6.97%، بينما منطقة الصقلاوية كانت بنسبة 5.81%. وكانت أقل نسبة إصابة في منطقة حي الجولان بنسبة 3.2%. وبلغت نسبة الإصابة بين الذكور 7.18% مقابل 5.35% بين الإناث بمستوى احتمالية P≤0.171.
فيما يخص الدراسة المناعية، تم فحص IgM وIgG باستخدام تقنية الإليزا ELISA ، وقياس مستوى تركيز الإنترلوكينات IL-4 وIL-8 باستخدام تقنية الإليزا ELISA Sandwich، وقياس مستوى IFN-Gamma وCD28 بنفس التقنية. إذ لوحظ ارتفاع معنوي في تركيز المحركات الخلوية IL-4 وIL-8 وCD28 عند مستوى احتمالية P≤0.00001 لدى المجموعة المصابة مقارنة بمجموعة السيطرة. كما لوحظ انخفاض معنوي في تركيز IgM عند مستوى احتمالية P≤0.001 وارتفاع معنوي في تركيز IFN-gamma عند مستوى احتمالية P≤0.00001 لدى المصابين. وارتفاع معنوي للجسم المضاد IgG عند مستوى احتمالية P≤0.339.
فيما يخص الدراسات الفسلجية تم قياس مستوى الهيبسيدين Hepcidin والفيروبورتين Ferroportin والناقل المعدني الثنائي التكافؤ DMT1 بتقنية ELISA، وقياس السعة الكلية لربط الحديد TIBC باستخدام تفاعل لوني ضوئي، وتحليل صورة الدم الكاملة باستخدام جهاز Sysmex، إذ لوحظ انخفاض كمية الهيموجلوبين بمعدل 0.32 غ/لكل 100 مل لدى المصابين. كما لوحظ ارتفاع عدد خلايا الحمضة بمعدل 35% خلية/ مم3 لدى المصابين. وأظهرت النتائج انخفاضاً ذا دلالة إحصائية في السعة الكلية لارتباط الحديد وفيروبورتين وDMT1 عند مستوى احتمالية P≤0.00001 عند المرضى المصابين بالطفيليات مقارنة بالأشخاص الأصحاء، كما لوحظ ارتفاع معنوي في مستويات هرمون هيبسيدين عند مستوى احتمالية P≤0.00001 عند المصابين.
فيما يخص الدراسات الجزيئية، تم استخلاص الحمض النووي من عينات الغائط باستخدام مجموعة الاستخلاص EasyPure Stool Genomic DNA Kit، تم استخدام تفاعل البلمرة المتسلسل PCR باستخدام بادئات متخصصة للكشف عن Enterobius vermicularis، وتم عمل تسلسل الحمض النووي بتقنية Sanger didieaxy sequencing.
أظهر تسلسل الحمض النووي وجود تباين جيني بين العزلات المحلية للديدان الدبوسية والعزلات الكورية المدروسة، كما تمّ انشاء شجرة النشوء والتطور باستخدام المسافات التطورية التي تمّ حسابها باستخدام طريقة احتمالية المركب القصوى (UPGMA) باستخدام برنامج (Mega6) وتحديد السلالة الجزيئية لـ E. Vermicularis من خلال الشجرة الوراثية phylogenetic tree. رفعت التسلسلات الجينية المحلية إلى بنك الجينات العالمي NCBI تحت رقم الوصول 2703344. كما اشتملت الدراسة على التحليل الإحصائي باستخدام اختبار T ومربع كاي وتحليل التباين.
أظهر التحليل الجيني تسجيل العزلات المدروسة لـ E. vermicularis في بنك الجينات NCBI، كما تمّ تسجيل تسلسل جديد ضمن الدراسة دلّ على حدوث تطوّر جيني للنوع المدروس.
تميّزت هذه الدراسة بعدة جوانب من الأصالة والابتكار أضافت قيمة علمية ومعرفية جديدة في مجال دراسة الديدان الدبوسية:
أولاً، اشتملت الدراسة على عيّنة كبيرة من الأطفال بلغت 1350 طفل من مناطق مختلفة في محافظة الأنبار، مما مكّن من تقييم معدل انتشار الإصابة ودراسة تأثير العوامل الديموغرافية بشكل دقيق.
ثانيًا، تناولت الدراسة جوانب مناعية وفسيولوجية متعددة لفهم آلية تأثير الإصابة بالديدان على المضيف من خلال قياس مستويات الأجسام المضادة والسيتوكينات وخلايا الدم المختلفة.
ثالثًا، ربطت الدراسة بين وجود إصابات سابقة في الأسرة وارتفاع احتمالية الإصابة لدى الأطفال، مما يوفر أدلة تؤكد العامل الوراثي.
رابعًا، أظهرت النتائج أن الإصابة بهذه الديدان ترتبط بانخفاض كمية الهيموجلوبين وحدوث فقر الدم، وهو اكتشاف ذو أهمية سريرية.
خامسًا، قدمت الدراسة أدلة جديدة على أن الإصابة بالديدان تحفز الاستجابة المناعية من النوع Th2 مع زيادة إفراز IL-4 وغيره من السيتوكينات
سادسًا، أوضحت الدراسة التغيرات الفسيولوجية المصاحبة للإصابة على مستوى امتصاص ونقل الحديد في الجسم.
بشكل عام، أضافت هذه الدراسة معلومات وبيانات جديدة في مجال أبحاث الديدان الدبوسية ستفيد الباحثين والأطباء لفهم آليات المرض ووضع استراتيجيات علاجية ووقائية.
يسعى البحث الحالي الى تحقيق الأهداف الآتية:
1. التشخيص المجهري لطفيلي الدودة الدبوسيةE. vermicularis .. لتحديد مدى انتشار الاصابة بالديدان الدبوسية في بعض مناطق محافظة الانبار.
2. معرفة مدى تأثير بعض معايير الانتشار على نسبة الاصابة مثل الفئات العمرية، ومنطقة السكن، وغيرها.
3. دراسة تأثير الاصابة بالطفيلي في بعض مكونات الدم المحيطي (كمية الهيموكلوبين والعدد الكلي لكريات الدم البيض واعداد الحمضات والصفيحات الدموية).
4. التحري عن بعض الأجسام المضادة مثل IgG, IgM والمحركات الخلوية (السايتوكينات) المرافقة للإصابة مثلCD28، والإنترفيرون–كاما INF-Gamma والأنترلوكين IL-4 and IL-8.
5. تحديد بعض المعايير الفسلجية الناتجة عن الإصابة بالديدان الدبوسية مثل Total Iron Binding capacity hepcidin, ferroportin, divalent metal ion transporter,.
6. التشخيص الجزيئي باستخدام تقانة PCR عن جين المايتوكوندريا COX1 gen، وتحديد التنوع الوراثي لهذه الديدان من خلال إجراء تفاعل البوليميراز المتسلسل لتضخيم هذه الجينات، ومقارنة هذه التسلسلات بعد إيداعها في المركز الوطني لمعلومات التقانة الحيوية(NCBI) مع تتابعات سابقة لهذه الديدان، ورسم الشجرة الوراثية Phylogenic tree.
في ضوء النتائج التي تم التوصل إليها تستنتج الباحثة الآتي:
1. تفاوتت معدلات الإصابة بين المناطق، إذ سُجّل أعلى معدل في منطقة النعيمية بنسبة 7.63%، في حين كان أقل معدل في منطقة حي الجولان بنسبة 3.2%.
2. لم تُلاحظ فروق ذات دلالة إحصائية في معدلات الإصابة بين الجنسين.
3. تؤدي الإصابة بداء الدبوسيات إلى حدوث تغيّرات ذات دلالة إحصائية في بعض المؤشرات المناعية كارتفاع IL-4 وIL-8 وانخفاض IgM وIFN-gamma.
4. تحفّز الإصابة استجابة مناعية من نوع Th2 مع زيادة إفراز IL-4.
5. يرتبط ارتفاع IL-8 بالالتهاب الناجم عن العدوى الطفيلية.
6. تشير النتائج إلى وجود انخفاض ذي دلالة إحصائية في كمية الهيموجلوبين وارتفاعٍ في عدد خلايا الحمضة لدى الأطفال المصابين بالديدان الدبوسية مقارنةً بغير المصابين، مما يرجّح وجود علاقة بين الإصابة بهذه الطفيليات وحدوث فقر الدم واستجابة التهابية.
7. لم تُسجل فروق ذات دلالة إحصائية بين المصابين وغير المصابين في مستويات خلايا الدم البيضاء والعدلات ووحيدات النوى والبائيات واللمفاويات، مما يوحي بعدم وجود تأثير واضح للإصابة الديدانية على هذه الخلايا.
8. أظهرت النتائج انخفاضًا ذا دلالة إحصائية في كل من سعة ارتباط الحديد الكلي وفيريتين وDMT1 عند المرضى المصابين مقارنةً بالأصحاء، مما يشير إلى تأثير سلبي للإصابة على امتصاص ونقل الحديد.
9. أكّد تفاعل البوليميراز المتسلسل وجود تباين جيني بين عزلات الدبوسيات المحلية والعزلات الكورية.
10. تسجيل عزلات E. vermicularis المدروسة في بنك الجينات NCBI.
11. أكدت الدراسة أن هذا النوع E. vermicularis موجود في العراق ومعزول سابقا ولكن وجد فيه تطور جيني.
تألفت لجنة المناقشة من السادة الافاضل:
أ.د. عبدالخالق علوان محيميد ... رئيسا
ا.د. انتصار غانم عبد الوهاب.... عضوا
ا.د. ثائر عبد القادر صالح .... عضوا
ا.م .د. اكتفاء عبد الحميد محمد.... عضوا
ا.م.د. ميسون مصطفى جاسم.... عضوا
أ.د. اشرف جمال محمود.... عضوا ومشرفا
ا.م.د. رشيد محمد رشيد.... عضوا ومشرفا
وقد أوصت اللجنة بمنح الدرجة المطلوبة للطالبة
