نوقشت في كلية التربية للبنات قسم اللغة العربية
يوم الثلاثاء الموافق 2024-08-13
وعلى رحاب قاعة جابر بن حيان
رسالة ماجستير للطالبة نبأ شهاب أحمد
والموسومة
الفروق التعبيرية في شروح الألفية
تبرز أهمية الموضوع في كونه حلقة إضافية في سلسلة الفروق اللغوية، التي كانت وما زالت محط عناية العلماء ومجالاً لإمعان نظرهم في كشف الفروق الدلالية _إن وجدت_ بين الكلمات ذوات الحقل الدلالي المشترك، فهذا العمل يسلط الضوء لا على الفروق اللغوية في المفردات المعجمية بل على الفروق اللغوية في التعبيرات والتركيبات النحوية، التي قد يؤدي اختلاف بعض أجزائها إلى غاية يقصدها المتكلم ويفهمها المتلقي، أو قد تكون ناتجة عن لهجة عربية أو سعة في الوجوه الإعرابية النحوية بلا وجه دلاليّ يُذكر، وهذا وذاك موجود في القراءات القرآنية والشواهد الشعرية وكلام العرب المنثور.
ويزيد على ذلك أنَّه يقع في واحدة من أهم المتون النحوية التي حازت عناية العلماء بالشرح والبيان والتعليق وهي ألفية ابن مالك، باختيار أبرز شروحها المطبوعة المتداولة.
يسعى البحث الحالي الى تحقيق الأهداف الآتية:
ترتكز الفروق التعبيرية على الألفاظ المتفقة في إطارها العام ولكنها تختلف في خصوصيات الدلالة والاستعمال، والمعجم اللغوي يساعد في كشف هذه الخصوصيات، ومع الاستعمال القرآني تتضح تلك الدلالات الخاصة.
وللحركات الإعرابية أثرٌ كبير في إبانة المعاني وإحداث الفروق التعبيرية، وذلك لأن أي تغيير في هذه الحركات يؤدي إلى تغيير في المعنى، فهي التي تفرق بين المعاني الملتبسة مع بعضها البعض، ولولاها لكان المعنى غامضاً ولم يفهم المراد منه.
في ضوء النتائج التي تم التوصل إليها تستنتج الباحثة الآتي:
1_إنَّ ما يجده القارئ في شروح الألفية ومجمل كتب النحو من الفروق بين التراكيب اللغوية يؤكد أن العلماء الذين تنبهوا مبكراً إلى دقة الاستعمال اللغوي للعربية، دقة شملت الألفاظ اللغوية المفردة: الأفعال منها والأسماء، والمباني الصرفية التي يختلف اشتقاقها تبعاً لمقصود المتكلم؛ يؤكد أن هؤلاء العلماء لم يفُتهم ايضاً الإدلاء بدلوهم في هذا المجال في المستوى النحوي.
2_ وقعت الفروق التعبيرية في التراكيب النحوية ضمن أشكال متعددة، فربّما جاءت في شكل عمودي بإبدال كلمة محل كلمة ضمن نطاق توزيعي وظيفي، أو في شكل أفقي بتقديم بعض أجزاء الجملة على بعض.
3_ يمكن أن تعدَّ الفروق التعبيرية بين التراكيب النحوية دليلاً على احترام الشُرَّاح للسماع.
4_الأصل ان اختلاف التعبير راجع إلى اختلاف قصد المتكلم، لكنّه أيضاً قد ينشأ عن اختلاف حكم نحوي كما في تقديم أحد المفعولين على الآخر استناداً إلى تفضيل تقديم ما كان فاعلاً في المعنى في باب (أعطى) مثلاً.
5_ يؤدي التغيير في التعبير النحوي بين فتح همزة إنَّ وكسرها إلى معاني المصدرية في حالة الفتح والابتداء أو الإخبار في حال الكسر وبين المعنيين فرقٌ بيّن أشار إليه معظم شُرَّاح الألفية.
6-قد تؤدي الزيادة في أحد التعبيرين على الآخر إلى تأدية معنى مغاير تماماً لما هو عليه قبل الزيادة كما هو الحال في النعت السببي.
7-قد يكون اختلاف التعبير راجعاً إلى الحمل على اللفظ أو المعنى، ويقع ذلك غالباً في التغاير في الضمائر أو الأسماء الموصولة أو جملة الإشاريات التي تحتمل مرجعياتها وجوهاً تبعاً لتأويل اللفظ أو المعنى والحمل على أحدهما.
8_يرتبط بتغيير الكلمة بأخرى أحياناً اختلاف في حكم إعرابها كما في كلا وكلتا، فإذا وقعتا مضافتين للضمير أو للاسم الظاهر ارتبط ذلك بإعرابهما بالحروف كالمثنى أو بالحركات المقدرة كالاسم المقصور.
9-تلعب حروف المعاني دوراً مهماً في اختلاف التأويل ومقاصد الدلالة، فالحمل للواو على المعية مختلف عن حملها على العطف.
10-قد يذكر العلماء جملتين تختلفان في تقديم إحدى كلماتها على الأخرى لا لمجرد اختلاف معنى ولكن للتنبيه على حكم نحو واجب، كما هو الحال في (ضرب موسى عيسى وضرب عيسى موسى).
11-قد يقع تغاير التعبير بين جملتين دون وجود فرق دلالي كما في (الليلةَ الهلالُ) فإنَّ الكوفيين يقبلون الجملة ويرفضها البصريون بلا تأويل فيقولون إنها: (الليلةَ طلوعُ الهلالِ) لمنعهم الإخبار بظرف الزمان عن الجثة، والمعنى في الجملتين واحد.
12-أبدع أبو حيّان والمرادي والشاطبي في بيان الفروق التعبيرية الدقيقة وربّما صرّحوا بكلمة الفرق أو إحدى مرادفاتها، وتميّز شرح ابن عقيل بسهولة العبارة في بيان تلك الفروق.
13-قد يرتبط اختلاف التعبير باللهجات العربية للقبائل المحتجَّ بلسانها، فلا يكون اختلافها في التعبير لغاية دلالية كما هو الحال في التميميين الذين لا ينصبون الاستثناء المنقطع، أو في لغة من ينتظر ولغة من لا ينتظر في الترخيم بالنداء.
تألفت لجنة المناقشة من السادة الافاضل:
أ.د ميمونه عوني سليم ... رئيسا
أ.د عادل صالح علاوي.... عضوا
م.د مريم غسان سليمان. عضوا
أ. د منى عدنان غني.... عضوا ومشرفا
وقد أوصت اللجنة بمنح الدرجة المطلوبة للطالبة