المناقشات العلمية

نوقشت في كلية التربية للبنات قسم التاريخ
يوم الاثنين الموافق 2024-09-02
وعلى رحاب قاعة د. ضمياء في كلية الاداب / جامعة تكريت
رسالة ماجستير للطالبة سارة اسعد فأضل
والموسومة
البيئة الطبيعية واثرها في بناء المدينة العربية الاسلامية القيروان انموذجا

تعد مدينة القيروان من المدن العربية الإسلامية الأولى بالمغرب، التي مصرت على يد الصحابي الجليل عقبة بن نافع، وهي تحتل مكانة عالية في نفوس العرب والمسلمين، لأنها كانت المنطلق لتحرير شمال أفريقيا والأندلس، إذ انطلقت منها البعوث الإسلامية لنشر الدين الإسلامي في أنحاء المغرب العربي كافة ، فهي منارة مشعة في منطقة الشمال الإفريقي بعد أن أصبحت مستقراً للعرب المسلمين، وتحتوي أرضها المباركة على قبور عدد من الصحابة والتابعين الأجلاء. إن دراسة المدينة العربية الإسلامية من الدراسات التي لاقت عناية الباحثين وطلاب العلم، ذلك أن التطور الذي حصل في بناء المدينة العربية الإسلامية قد رافقت مراحل انتشار الإسلام في أرجاء المعمورة، وقدمت المدينة دوراً مهماً في مراحل تطور المجتمع الإسلامي وعلى الأصعدة كافة. إن دراسة المدينة العربية في كل جوانب الحياة والدور الذي لعبته في مسيرة الحضارة الإسلامية دفعنا إلى دراسة إحدى أهم المدن الإسلامية التي كان لها أثراً واضحاً وبارزاً في إحداث ثورة علمية ودينية في بقعة تعد من المناطق ذات التضاريس الطبيعية الصعبة والقاسية، أن مدينة القيروان هي جوهرة الشمال الإفريقي وتعد المدينة الأولى في المغرب العربي، لتودي دورها الحضاري والإنساني في مناطق لم تكن في يوم من الأيام موطن للحضارات الإنسانية أو مكان لنشوء حضارة في مناطق مجهولة ذات طبيعة قاسية تختلف أحوالها الطبيعية عن باقي أقاليم العالم بقاراته السبعة.
وعند الاطلاع على أسباب وغايات نشأة المدن العربية الإسلامية وأهم الشروط التي صدرها القائمون على بناء تلك المدن حفاظاً على دورها الإنساني جاءت أهمية دراسة مدينة القيروان من حيث أسباب ودوافع بناء هذه المدينة التاريخية

يسعى البحث الحالي الى بيان تأثير التضاريس الطبيعية على بناء هذه المدينة القيروان، واهم هذه التضاريس الصحراء الكبيرة والمساحات الشاسعة التي تمتد من فسطاط مصر إلى سواحل المحيط الأطلسي، والمعروفة بمناطق الشمال الإفريقي أو بلاد المغرب العربي، اذ كان للأحوال الطبيعية وتضاريسها المتنوعة اثرا واضحا في قرار بناء واختيار موقعها وغايات واهداف بناءها وتأثير اختيار موقع المدينة وتطورها وكيفية بنائها بالأحوال الطبيعية وبيئية المغرب العربي ؟ هذه هي التساؤلات التي سوف نجيب عليها في ثنايا هذه الرسالة، فضلاً عن تأثير أهمية دراسة هذا الموضوع للدور الذي قامت به مدينة القيروان في مسيرة الحضارة الإنسانية، إذ أصبحت هذه المدينة المرجع والمستقر للمسلمين وعاصمتهم ، كما أنها تعد المدينة الوحيدة التي انشأت بعد وصول الإسلام إلى مناطق الشمال الإفريقي، كما أن دورها استمر بالقائد وتقديم الدعم للجيوش الإسلامية التي استكملت نشر الإسلام في تلك المناطق الواسعة، كما أن دورها كان واضحاً في عبور المسلمين إلى الأندلس، وكيف كانت معسكراً ومدداً للجيوش الإسلامية

في ضوء النتائج التي تم التوصل إليها تستنتج الباحثة الآتي:
- إن الفتح الاسلامي لبلاد المغرب العربي قد تم بفضل جهود الفاتحين الذين تركوا آثار عميقة في سكان هذه المنطقة في مختلف جوانب الحياة، ونرى أن القادة الفاتحين لهم الفضل في نشر الإسلام في بلاد المغرب، ونحن اليوم ننعم بنعمة الإسلام.
- كان للأحوال الطبيعية التي تميزت بها مناطق الشمال الإفريقي سبباً مباشراً لبناء مدينة القيروان، وتأثير البيئة الطبيعة على تأسيسها لكي تكون قاعدة لانطلاق الجيوش العربية الإسلامية باتجاه المغرب والأندلس.

- إن المناطق الممتدة من مصر وحتى سواحل المحيط الأطلسي هي مناطق واسعة ومجهولة ومتنوعة التضاريس، لذلك اتخذ قرار بناء مدينة القيروان لتؤدي دورها الإنساني في بيئة طبيعية قاسية.

- كان للبيئة الطبيعية والأحوال العامة أثراً في تحديد موقع المدينة، وكان اختيار موفقاً وصائباً يتلائم مع الأحوال الطبيعية والاستراتيجية العسكرية للجيوش الإسلامية.
- أظهرت الدراسة الجغرافية الطبيعة لبلاد المغرب العربي وتأثيرها على بناء مدينةالقيروان.
- أصبحت القيروان بعد تأسيسها سنة ٥٠هـ مركزاً سياساً وعسكرياً للدولة العربية الإسلامية في الشمال الإفريقي، وكان لها الدور الرئيس في توجيه الحملات العسكرية لفتح بلاد الأندلس، وبعد استكمال المدينة والبدء بعمليات الفتح المنظم بدأت الكثير من أبناء قبائل البربر الدخول في الإسلام بعد أن عرفوا مبادئ الإسلام، وكان للمدينة مساهمة واضحة في توضيح مبادى الإسلام لأبناء القبائل الذين أصبحوا بدورهم هم دعاة للإسلام بين قبائل البربر.
تألفت لجنة المناقشة من السادة الافاضل:
أ.د سعد عيدان عبدلله ... رئيسا
أ.م.د.احمد عبيد عيسى.... عضوا
أ.م.د.سفيان جايد زيدان.... عضوا
أ.م.د.انور رحيم محيميد.... عضوا ومشرفا
وقد أوصت اللجنة بمنح الدرجة المطلوبة للطالبة